وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون "المعنى وقالوا أنجب الله ابنا،الطاعة لله إنما خلق معظمون لا يخالفون الحديث أى هم بقوله يفعلون ،يعرف الذى أمامهم والذى وراءهم ولا يتكلمون إلا لمن قبل وهم من عذابه خائفون ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا اتخذ الرحمن ولدا والمراد أنجب الله ابنا ويقصدون بهذا أن لله أولاد وينفى الله هذا بقوله سبحانه أى الطاعة لحكم الله وحده لأن لا أحد معه ،ويبين الله له أن الملائكة الذين زعموا أنهم أولاد الله هم عباد مكرمون أى خلق مقربون أى معظمون مصداق لقوله بسورة النساء"ولا الملائكة المقربون"وهم لا يسبقونه بالقول أى لا يعملون بحكمهم قبل حكمه أى "لا يعصون الله ما أمرهم "كما قال بسورة التحريم وفسر هذا بأنهم يعملون بأمره والمراد أنهم يطيعون حكم الله ،ويبين له أنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم والمراد يعرف الذى فى أنفسهم أى ما يعلنون وما خلفهم وهو ما يخفون ،ويبين له أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى والمراد لا يتكلمون إلا لمن قبل الله وهو المسلم والمراد لا تتحدث الملائكة أمام الله إلا من أذن له منهم أن يدافع عن المسلم الذى قبل الله إسلامه مصداق لقوله تعالى بسورة النبأ"لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن "وهم من خشيته مشفقون والمراد وهم من عذاب الله خائفون مصداق لقوله بسورة المعارج"والذين هم من عذاب ربهم مشفقون" والخطاب وما بعده للنبى(ص).