"جنات عدن التى وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم فيها رزقهم بكرة وعشيا تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا "المعنى حدائق خالدة التى أخبر النافع خلقه بالخفاء إنه كان قوله مفعولا لا يعلمون فيها كلاما إلا حقا ولهم فيها متاعهم نهارا وليلا تلك الحديقة التى نسكن من خلقنا من كان مطيعا ،يبين الله لنا أن الجنة التى يدخلها التائبون هى جنات عدن أى حدائق الخلود التى وعد الله عباده بالغيب والمراد التى أخبر الله خلقه بالخفاء وهذا يعنى أنه يعرفهم أنه عرفهم بها رغم أنها كانت غائبة عن حواسهم وعقولهم فآمنوا ويبين لنا أن وعده وهو قوله كان مأتيا أى متحققا أى مفعولا مصداق لقوله بسورة المزمل"وكان وعده مفعولا " وهم لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما والمراد لا يعرفون فيها كلاما سوى كلام الخير ولهم فيها رزقهم وهو متاعهم أى ما يشتهون بكرة وعشيا أى نهارا وليلا وهذا يعنى أن الله يعطيهم الرحمة فى كل وقت وهى الجنة أى الحديقة التى نورث من عبادنا من كان تقيا والمراد التى ندخل من خلقنا من كان مطيعا لحكم الله .