"قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا "المعنى قالت إنى أحتمى بالله منك إن كنت مطيعا قال إنما أنا مبعوث إلهك لأعطى لك صبيا بريئا قالت كيف يكون لى ابن ولم يتزوجنى إنسان ولم أصبح زانية ،يبين الله لنا أن مريم (ص)قالت لجبريل (ص)إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أى إنى أحتمى منك بالنافع إن كنت مطيعا وهذا القول يعنى أنها تقول له إن الحامى لى منك فى حالة كونك مطيع لله هو خوفك من عذاب الرحمن أى أن تكون متبعا لحكم النافع ،فقال لها :إنما أنا رسول ربك أى إنما أنا مبعوث خالقك وهذا يعنى أن الله كلفه بالذهاب لها خاصة ،وقال لأهب لك غلاما زكيا أى لأعطى لك ولدا بريئا وهذا يعنى أن سبب بعث الله لها هو أن يعطيها الغلام الطاهر ،فلما سمعت مريم (ص)القول تعجبت فتساءلت :أنى يكون لى غلام أى كيف يصبح لى طفل ولم يمسسنى بشر أى ولم يتزوجنى إنسان ولم أك بغيا أى زانية عاهرة ؟ والغرض من التساؤل هو إخبار جبريل (ص)أن أسباب الإنجاب المعروفة وهى الزواج والزنى ليست موجودة ومن ثم فهى تريد معرفة طريقة مجىء هذا الولد إذا كانت الأسباب غير متوفرة .