"ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الأخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم فى الأخرة هم الخاسرون"المعنى ذلك بأنهم فضلوا المعيشة الأولى على جنة القيامة وأن الله لا يرحم الناس المكذبين أولئك الذين ختم الله على نفوسهم أى قلوبهم أى صدورهم وأولئك هم الساهون لا كذب أنهم فى القيامة هم المعذبون ،يبين الله للمؤمنين أن ذلك وهو العذاب نصيب الكفار والسبب أنهم استحبوا الحياة الدنيا على الأخرة أى فضلوا متاع المعيشة الأولى على جنة القيامة والمراد فضلوا الكفر على الإيمان مصداق لقوله بسورة التوبة"استحبوا الكفر على الإيمان"ويفسر هذا بأنه لا يهدى القوم الكافرين أى لا يرحم الناس الظالمين والمراد لا يحب المعتدين مصداق لقوله بسورة البقرة"إن الله لا يحب المعتدين"ويبين لنا أن أولئك طبع أى ختم الله على قلوبهم أى سمعهم أى أبصارهم والمراد وضع على نفوسهم حاجز يمنعهم من الإيمان وهو كفرهم مصداق لقوله بسورة البقرة "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة "ويبين لنا أنهم الغافلون أى الساهون أى التاركون طاعة حكم الله ويبين أن لا جرم أى لا كذب فى التالى أنهم فى الأخرة هم الخاسرون أى أنهم فى القيامة هم المعذبون فى النار مصداق لقوله بسورة هود"أولئك الذين ليس لهم فى الأخرة إلا النار"والخطاب للنبى(ص).