"ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم "المعنى ولا تجعلوا حلفاناتاكم واسطة بينكم فتسقط نفس بعد رسوخها وتدخلوا العقاب بما رددتم عن دين الله ولكم عقاب شديد،يطلب الله من المؤمنين ألا يتخذوا أيمانهم دخلا بينهم والمراد ألا يجعلوا حلفاناتهم سببا لأخذ حقوق الناس وبألفاظ أخرى ألا يجعلوا أقسامهم واسطة للحصول على حقوق الغير ويبين لهم نتيجة فعل ذلك وهى أن تزل القدم بعد ثبوتها أى تكفر النفس بعد إيمانها ومن ثم تذوق السوء أى تدخل العذاب والسبب ما صدوا عن سبيل الله والمراد ما بعدتم عن طاعة دين الله وهو كفرهم وفى هذا قال بسورة الأنعام"فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"وفسر الله السوء بأنه العذاب العظيم أى العقاب الشديد مصداق لقوله بسورة فاطر"والذين كفروا لهم عذاب شديد".