الأمر الإلهى بالاتباع
قال تعالى بسورة النحل"ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين "المعنى ثم ألقينا أن أطع دين إبراهيم (ص)عادلا أى ما كان من الكافرين ،يبين الله لنبيه(ص)أنه أوحى له أى ألقى له والمراد قال له التالى :اتبع ملة إبراهيم حنيفا والمراد أطع دين إبراهيم(ص) عادلا والمراد اعتنق دين إبراهيم (ص)المستقيم وفسر هذا بأنه ما كان من المشركين أى الكافرين بدين الله .
قال تعالى بسورة آل عمران
قال تعالى بسورة الأنعام وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون"المعنى وهذا وحى أوحيناه دائم فأطيعوه أى اتبعوا لعلكم تفلحون ،يبين الله للناس أن هذا وهو الوحى وهو القرآن وتفسيره كتاب أى حكم أنزلناه أى أوحيناه مبارك أى دائم فاتبعوه أى فأطيعوا أحسن ما فيه مصداق لقوله بسورة الزمر"واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم"وفسر اتبعوه باتقوا أى أطيعوا حكم الله والسبب لعلكم ترحمون مصداق لقوله بسورة آل عمران "وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون"والمراد حتى تفوزون برحمة الله وهى جنته
قال تعالى بسورة الأعراف"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذين يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون"المعنى الذين يطيعون المبعوث المصطفى المكى الذين يلقونه مذكورا فى التوراة والإنجيل يطالبهم بالعدل ويزجرهم عن الظلم أى يحلل لهم المنافع ويمنع عنهم المفاسد ويرفع عنهم ثقلهم أى القيود التى فرضت عليهم فالذين صدقوا به وأطاعوه أى اتبعوه أى أطاعوا الوحى الذى أوحى له أولئك هم الفائزون،يبين الله لنا أن الله قال لموسى(ص)أن المكتوب لهم رحمة الله هم الذين يتبعون الرسول النبى الأمى والمراد الذين يطيعون حكم المبعوث المختار المكى وسماه أمى نسبة لأم القرى وهى مكة الذين يجدونه مكتوبا عندهم والمراد الذين يلقونه مذكورا لديهم فى التوراة والإنجيل وهذا يعنى أن محمد(ص)مذكور بالتوراة والإنجيل ذكرا واضحا لا لبس فيه
قال تعالى بسورة لقمان " واتبع سبيل من أناب إلى "المعنى وأطع حكم من عاد لدينى ،يطلب الله من المسلم أن يتبع سبيل من أناب لله والمراد أن يطيع دين من رجع لدين الله وهو الإسلام
قال تعالى بسورة يس"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون"المعنى وأتى من أبعد البلدة إنسان يسير قال يا ناس أطيعوا المبعوثين أطيعوا من لا يطالبكم بمال وهم راشدون وما لى لا أطيع الذى خلقنى وإليه تعودون،يبين الرسول(ص)للناس أن رجل وهو إنسان جاء من أقصى المدينة يسعى والمراد أتى من أبعد حى فى البلدة يسير قاصدا القوم فقال للناس:يا قوم أى يا ناس اتبعوا المرسلين أى أطيعوا حكم المبعوثين اتبعوا أى أطيعوا حكم من لا يسألكم أجرا والمراد من لا يطلب منكم مالا مقابل التبليغ مصداق لقوله بسورة هود"ولا أسألكم عليه مالا" وهم مهتدون أى عقلاء،ومالى لا أعبد الذى فطرنى والمراد ولما لا أطيع حكم الذى خلقنى كما قال بسورة الشعراء"الذى خلقنى"وإليه ترجعون أى"وإليه تقلبون"كما قال بسورة العنكبوت والمراد وإلى جزاء الرب تعودون
قال تعالى بسورة الزمر"وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون "المعنى وتوبوا إلى إلهكم أى اتبعوا حكمه من قبل أن يجيئكم العقاب ثم لا تنقذون أى أطيعوا أفضل ما أوحى لكم من إلهكم من قبل أن ينزل العقاب بكم فجأة وأنتم لا تعلمون،يطلب الله من المسرفين أن ينيبوا إلى ربهم والمراد أن يعودوا لطاعة حكم خالقهم وفسر هذا بأن يسلموا له أى يطيعوا حكم الله وفسر هذا بأن يتبعوا أحسن ما أنزل إليهم من ربهم والمراد أن يطيعوا أفضل ما أوحى لهم من خالقهم من قبل أن يأتيهم العذاب بغتة والمراد من قبل أن يصيبهم العقاب من الله فجأة وهم لا يشعرون أى لا يعلمون بوقت إصابة العقاب لهم وفسر هذا بأنهم لا ينصرون أى لا يرحمون والمراد لا ينقذون
قال تعالى بسورة الزخرف" واتبعون هذا صراط مستقيم والمراد وأطيعون مصداق لقوله بسورة الزخرف"وأطيعون"هذا دين عادل أى هدى سليم مصداق لقوله بسورة الحج"هدى مستقيم "
قال تعالى بسورة الأنعام"وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"المعنى وأن هذا دينى عادلا فأطيعوه ولا تطيعوا الأديان الأخرى فيبعد بكم عن رحمته ذلكم أمركم به لعلكم تطيعون ،يخاطب الله الناس فيقول:وأن هذا أى وأن الإسلام دينى عادلا فأطيعوه والمراد أن هذا كتابى المنزل فأطيعوا ما فيه مصداق لقوله بسورة الأنعام"وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه" ولا تتبعوا السبل والمراد ولا تطيعوا أديان الشيطان وهى أديان الكفر مصداق لقوله بسورة البقرة"ولا تتبعوا خطوات الشيطان"فتفرق بكم عن سبيله والمراد فتبعدكم عن رحمته وهذا يعنى أن طاعة أديان الكفر يبعد المطيعين لها عن رحمة الله وهى جنته
قال تعالى بسورة الأعراف"وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلى من ربى هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون"المعنى وإذا لم تجيئهم بحكم قالوا لولا اخترته قل إنما أطيع الذى يلقى إلى من إلهى هذه أحكام من إلهكم أى رحمة أى نفع لناس يصدقون،يبين الله لنبيه (ص)إنه إن لم يأت الكفار بآية والمراد إن لم يخبر الكفار بحكم يريدونه قالوا لولا اجتبيتها والمراد هلا طلبت هذا الحكم وهذا يعنى أنهم يريدون منه أن يطلب من الله أن ينزل حكم لا يريده الله ومن ثم طالبه الله أن يقول لهم إنما أتبع ما يوحى إلى من ربى والمراد إنما أطيع الذى يلقى لى من خالقى وهذا يعنى أنه لا يختار الأحكام وإنما الله هو الذى يختارها وهو يتبع قول الله
قال تعالى بسورة الأعراف"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون"المعنى أطيعوا ما أوحى إليكم من إلهكم ولا تتخذوا من سواه آلهة قليلا ما تطيعون،يطلب الله من الناس أن يتبعوا ما أنزل لهم من ربهم والمراد أن يطيعوا الذى أوحى لهم من خالقهم وهو ملة إبراهيم(ص)مصداق لقوله بسورة آل عمران"فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا"وفسر هذا بأن لا يتبعوا من دونه أولياء أى لا يطيعوا من سوى حكم الله الأحكام الأخرى والمراد لا يطيعوا أهواء الضالين مصداق لقوله بسورة المائدة"ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا
قال تعالى بسورة آل عمران"و اتبعوا رضوان الله" المراد و أطاع المسلمون حكم الله وهو الإسلام الذى رضاه لهم دينا بقوله بسورة المائدة"ورضيت لكم الإسلام دينا"
قال تعالى بسورة الأعراف"و اتبعوا النور الذى أنزل معه" والمراد أطاعوا الحق الذى أوحى إليه مصداق لقوله بسورة محمد"وإن الذين أمنوا اتبعوا الحق من ربهم"أولئك هم المفلحون أى الفائزون برحمة الله
قال تعالى بسورة محمد "وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم" والمراد أن الذين صدقوا حكم الله أطاعوا النور وهو الصدق من إلههم مصداق لقوله بسورة الأعراف"واتبعوا النور الذى أنزل معه "ويبين لهم أن كذلك يضرب الله للناس أمثالهم والمراد بتلك الطريقة وهى الوحى يبين الرب للخلق أى آياتهم أى أحكامهم
قال تعالى بسورة الجاثية"ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "المعنى ثم أطلعناك على بينة من الوحى فأطعها ولا تطع ظنون الذين لا يدرون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه جعله على شريعة من الأمر والمراد على بينة من الوحى أى على دين الله فى الوحى مصداق لقوله بسورة الأنعام"بينة من الأمر"ويطلب منه أن يتبعها أى يطيع الدين ولا يتبع أهواء الذين لا يعلمون والمراد ولا يطيع شهوات الذين لا يؤمنون وهو سبيل أى دين المفسدين مصداق لقوله بسورة الأعراف "ولا تتبع سبيل المفسدين ".
قال تعالى بسورة الزمر"والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب "المعنى والذين تركوا الكفر كى لا يطيعوه أى عادوا إلى الرب لهم الخير فأفرح خلقى الذين يعلمون الحكم فيطيعون أفضله أولئك الذين رحمهم الله أى أولئك هم أهل العقول،يبين الله لنبيه (ص)أن البشرى وهى الجنات هى للذين اجتنبوا الطاغوت أى تركوا الرجس من الأوثان وهو الكفر مصداق لقوله بسورة الأحقاف"فاجتنبوا الرجس من الأوثان"أن يعبدوها أى لا يطيعوا الكفر وفسر هذا بأنهم أنابوا إلى الله أى عادوا لطاعة حكم الله ويطلب منه أن يبشر عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والمراد أن يفرح خلقه الذين يعلمون الوحى فيطيعون أفضل أحكامه بالجنات