رد فعل المسلمين على تلاوة الآيات
قال تعالى بسورة الإسراء"قل آمنوا أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا مفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا"المعنى قل صدقوا أو لا تصدقوا إن الذين أعطوا الوحى من قبله إذا يقرأ عليهم يعملون للنفوس طائعين ويقولون طاعة إلهنا إن كان قول إلهنا متحققا ويعملون للنفوس يطيعون أى يمدهم طاعة ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :آمنوا به أى صدقوا بالوحى أو لا تؤمنوا أى أو لا تصدقوا بالوحى فهذا شأنكم ،ويبين لنبيه(ص)أن الذين أوتوا العلم وهم الذين علموا الوحى من قبل بعث محمد(ص)إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا والمراد إذا يبلغ لهم الوحى يعملون للنفوس طائعين الوحى المقروء عليهم وهذا يعنى أنهم يطيعون الوحى لنفع أنفسهم ويقولون :سبحان ربنا والمراد الطاعة لوحى إلهنا واجبة إن كان وعد ربنا مفعولا والمراد إن كان قول خالقنا بالبعث حادثا وهذا يعنى أنهم يؤمنون بالبعث ،وهم يخرون للأذقان يبكون أى يعملون للنفوس يطيعون ويفسر هذا بأنهم يزيدهم خشوعا أى يمدهم إيمانا مصداق لقوله بسورة آل عمران "ويزيدهم إيمانا"وهذا يعنى أن الوحى يجعلهم يستمرون فى طاعتهم .
قال تعالى بسورة القصص"الذين أتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين "المعنى الذين أعطيناهم الوحى من قبله هم به يصدقون وإذا يبلغ لهم قالوا صدقنا به إنه العدل من إلهنا إنا كنا من قبله مطيعين أولئك يعطون ثوابهم مرتين بما أطاعوا أى يمحون بالصالح الفاسد أى من الذى أوحينا لهم يعملون أى إذا علموا الباطل خالفوه وقالوا لنا أفعالنا ولكم أفعالكم خير لكم لا نطيع الكافرين،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين أتاهم الكتاب من قبل القرآن به يؤمنون والمراد أن الذين أوحى لهم الوحى من قبل نزول القرآن هم بالقرآن يصدقون مصداق لقوله بسورة آل عمران"وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم "وفسر هذا بأنه إذا يتلى أى يبلغ لهم القرآن قالوا :آمنا به أى صدقنا بالقرآن إنه الحق من ربنا والمراد إنه العدل من عند خالقنا إنا كنا من قبل نزول القرآن مسلمين أى مطيعين لحكم الله السابق ولذا يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا والمراد يعطون ثوابهم مرتين بما أطاعوا
قال تعالى بسورة مريم أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا "المعنى أولئك الذين من الله عليهم من الرسل (ص)من نسل آدم (ص)ومن الذين أركبنا مع نوح(ص)ومن نسل إبراهيم (ص)ويعقوب (ص)وممن أرشدنا واخترنا إذ تقرأ عليهم من أحكام النافع قاموا طائعين أى متبعين ،يبين الله للنبى(ص) أن الأنبياء(ص)المذكورين فى السورة هم من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والمراد من الذين تفضل الله عليهم من الرسل برحمته وهم من ذرية آدم (ص)أى من نسل آدم (ص)والمراد به إدريس(ص)ومن حملنا مع نوح (ص)والمراد ومن نسل الذين أركبنا مع نوح(ص)والمراد به إبراهيم (ص)ومن هنا نعلم أن نوح(ص)ليس له نسل بعد ابنه الهالك ومن ذرية أى نسل إبراهيم (ص)والمراد إسماعيل (ص)وإسحق(ص)ومن نسل إسرائيل (ص)والمراد مريم (ص)وزكريا (ص)ويحيى (ص)وعيسى (ص)وموسى (ص)وهارون (ص)ومن ذرية من هدى الله والمراد ومن نسل من علم الله الدين واجتبى أى واصطفى من الناس وهؤلاء الأنبياء (ص)إذا تتلى عليهم آيات الرحمن والمراد إذا تقرأ عليهم أحكام النافع وهو الله خروا سجدا أى بكيا والمراد قاموا طائعين أى متبعين
قال تعالى بسورة الأنفال"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون"المعنى إنما المصدقون الذين إذا أطيع الله اطمأنت نفوسهم أى إذا أبلغت لهم أحكامه أدامتهم تصديقا أى على إلههم يعتمدون ،يبين الله لنا أن المؤمنون وهم المصدقون بحكم الله هم الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والمراد الذين إذا أتبع حكم الله اطمأنت نفوسهم مصداق لقوله بسورة الرعد"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"وفسر هذا بأنهم إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا والمراد الذين إذا أبلغت أحكام الله لهم أبقتهم على إسلامهم وهذا هو تفسير وجل القلوب أى اطمئنانها بالإسلام وقد فسرهما بأنهم على ربهم يتوكلون أى بطاعة إلههم يحتمون من عذابه والمراد أنهم لا يشركون مصداق لقوله بسورة المؤمنون"والذين هم بربهم لا يشركون".