لا تريد أن تأكل صباحا لأنه لا توجد شهية لديك لتناول الطعام، لا يريد ابنك تناول الطعام بسبب عدم وجود شهية لديه، أنت غضبان والغضب يؤثر في شهيتك للطعام، أو أنت مشغول في العمل وهذا الانشغال أثر فيك وسبب لك قلة شهية، أنت مريض فلا توجد شهية لديك، إذاً عوامل كثيرة تواجهنا يوميا وتؤثر في شهيتنا، لتناول الطعام، ولكن جسم الإنسان يحتاج دوما للغذاء، وقلة الغذاء تسبب آلاما في الرأس وصداعاً وتؤثر ايضا في ضغط الدم وتسبب آلاما معدية وتشنجات في المعدة، وخصوصا إذا تزامن عدم تناول الغذاء مع شرب الشاي أو القهوة، وإذا أزمنت الحالة لدى الفرد نجد أنه مهدد بالإصابة بالهزال، وعند الأطفال نجدهم يصابون بضعف في النمو وانخفاض المناعة الجسمية لديهم، بالإضافة لإصابة البالغين بالإرهاق والتعب السريعين مما يؤثر في عملهم وأدائهم ونشاطهم اليومي.
تعتبر الإصابة بالمرض أحد أهم أسباب قلة الشهية وخصوصا لدى الأطفال وقلة الشهية أحد أهم الدلائل المبكرة لإصابة جسم الإنسان بالمرض، وتتسبب أمراض المعدة والأمعاء أيضا بقلة الشهية لدى الإنسان وتسبب أمراض اللثة والأسنان وآلامها وخصوصا لدى الأطفال والكبار في السن قلة الشهية لديهم وأحيانا يتسبب ذلك بالهزال، وخصوصا لدى الأطفال الرضع عندما تبدأ دلائل ظهور الأسنان اللبنية لديهم، وتتحكم الحالة العاطفية لدى الإنسان بشهيته مؤدية إلى قلتها أو ربما فرط الشهية عند بعض الأشخاص، وتتجلى الحالة العاطفية المؤدية لقلة الشهية بحالات الحزن أو الغضب أو القلق والهم والتفكير المستمر، وفي بعض الحالات يسبب اللعب المستمر قلة الشهية لدى الأطفال، ويسبب الكمبيوتر والإنترنت قلة الشهية لدى اليافعين وهذه الحالات بدأت تسبب قلقاً للأم. تناول القهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية يسبب قلة في الشهية وخصوصا قبل تناول الطعام بفترة وربما يسبب أيضا عسر الهضم البسيط بسبب تأثيره في افرازات المعدة والأمعاء كما يؤثر في امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء لذا يحبذ إبعاد الأطفال عن تناول هذا النوع من المنبهات.
التلوث في هواء المنزل يتسبب بقلة الشهية، في النوم المستمر وعدم تحديد ساعات النوم أيضا يكونان سببا في ذلك، التدخين من أحد الأسباب الهامة لقلة الشهية وهذا يخيف حيث بدأت بعض الفتيات اتباع التدخين كوسيلة لانقاص الوزن، وبعض حالات الاضطرابات في الأنبوب الهضمي تسبب قلة في الشهية كما أن أمراض الغدد اللعابية تسبب هذا أيضا.
كيف نعالج قلة الشهية؟
أطلت في ذكر أسباب قلة الشهية لدى الإنسان للوقوف على فهم هذه الأسباب والوقاية منها وعلاجها، فأول ما نتجه إليه عند علاج أي مرض أو حالة هو الابتعاد عن المسبب، إذاً أول مرحلة تتبعها هو أن تبتعد عن كل الأسباب المؤدية لانخفاض الشهية المذكورة آنفا كالابتعاد عن تناول المنبهات قبل تناول الطعام أو إذا كانت المعدة خاوية، أو أنك لم تتناول كامل وجبتك الغذائية، ويفضل تناول الشاي الخفيف بدلا من الثقيل، بعد الانتهاء من الوجبة إذا كان الأمر لازما، والامتناع عن التدخين إن أمكن لك أو التقليل منه وعدم تناول السجائر قبل ساعتين من الوجبة الغذائية لأنه يؤثر في مستقبلات الضغط في المعدة وأيضا يزيد من معدل حموضتها مسببا قلة في الشهية، ويفضل تحديد ساعات اللعب لدى الأطفال لأن اللعب المستمر يلهي الطفل عن تناول الطعام وبذلك يسبب اللعب قلة في الشهية وقد يتعود الطفل على ذلك مما يؤدي إلى انخفاض في النمو، ويفضل أيضا تحديد ساعات الجلوس وراء الكمبيوتر لدى اليافعين وأيضا تحديد ساعات عمل الإنترنت في المنزل لأن الجلوس الطويل وراء الكمبيوتر يلهي الشاب أيضا عن تناول الطعام ويبدأ حجم وجبته الغذائية يتقلص ليصل في النهاية إلى قطعة صغيرة من الحلوى، ويبدأ الجسم بالتعود على ذلك وهذا يؤدي لانخفاض في النمو، وأيضا يتأثر نمو الأعضاء الجسمية لدى الشاب ويؤثر هذا في تحصيله العلمي، لذا على الأم اتباع وسيلة ما لتقليل ولتحديد ساعات جلوس الشاب وراء الكمبيوتر، وعدم اللجوء مرارا إلى توبيخ الأطفال لأن هذا يؤثر في شهيتهم وفي حالتهم العاطفية وخصوصا لدى تقديم الوجبة الغذائية لديهم، فيجب أن يحيطها جو منالعاطفة ليشعر الطفل بالاسترخاء ويبدأ بتناول طعامه، وعدم تقديم الطعام للطفل والتلفاز يعمل.
النوم الطويل وخصوصا في أيام العطلة المدرسية لليافعين والأطفال يؤثر في شهيتهم مستقبلا ويسبب ذلك قلة في الشهية وخللاً في النمو، لذا يجب تحديد ساعات النوم لدى اليافعين والأطفال في فصل الصيف كما لو كانوا في الفصل الدراسي، ويفضل تهوية المنزل من حين لآخر وخصوصا قبل ساعة من تقديم الوجبة الغذائية، وقد يكون الطعام المقدم للأطفال غير مستساغ لذا يجب إبعاد ما يستسغه الطفل وعدم تقديمه مرة ثانية لأن ذلك يسبب عدم ثقة الطفل في أنواع الطعام التي تقوم الأم باعدادها، وبالتالي قد يكون سبب عدم استساغة الطعام هو ما يؤدي لقلة الشهية لدى الأطفال.
ما هي المواد الغذائية اللازم تناولها عند الإصابة بقلة الشهية؟
هناك متلازمات لقلة الشهية لدى الإنسان منها انخفاض مناعة الجسم ضد الامراض وبالتالي العدوى المرضية، وإصابة الجسم بالهزال بالإضافة لفقر الدم وتوابعه كالغثيان والضعف العام وضعف النمو وغيرها، كانحطاط عام في الجسم، وتعب سريع، لذلك عند وجود قلة شهية لأحد أفراد المنزل فعلى ربة المنزل علاجه فورا كما يلي:
* يفضل دائما وضع طبقين غذائيين مختلفين على مائدة الطعام لفائدتين: الأولى هي تنوع المواد الغذائية المتناولة في الوجبة يؤدي إلى إفادة الجسم بمواد غذائية متنوعة يحتاجها، والثانية هي لاستساغة الطبق لدى أفراد العائلة فربما أحد الأطباق المعدة لا يستسيغها أحد الأفراد فيتوجه لتناول الطبق الآخر.
* يوضع على المائدة أحد أنواع المواد الغذائية ذات رائحة شهية وطيارة مثل خل التفاح أو قشور الليمون، فالزيوت الطيارة التي تحتويها هذه المواد الغذائية تؤدي إلى إسالة اللعاب وبالتالي ترطيب التجويف الفموي وتهيئة الجهاز الهضمي لتناول الطعام، أي تعمل رائحة خل التفاح أو رائحة الليمون على تهييج الغدد اللعابية وغدد المعدة الفارزة للعصارات الهاضمة، وبالتالي تعمل على فتح الشهية (وضع خل التفاح أو قطع من الليمون على المائدة لتفوح الرائحة).
* إعداد المواد الغذائية بطريقة تحتوي على إحدى فاتحات الشهية المعروفة كالفلفل أو الخل أو الليمون (التوابل) فكل هذه المواد الغذائية تعمل على فتح الشهية من خلال زيادة افرازات الأنبوب الهضمي (وضع عدد مختلف من التوابل داخل الطعام أثناء طهيه) كما يعتبر البصل من فاتحات الشهية الطبيعية.
* نقص بعض الأنواع من الفيتامينات في الجسم يؤدي إلى انخفاض الشهية لذلك يفضل وضع أحد أنواع السلطات على المائدة يوميا لتلافي هذا النقص.
* تعمل الشوربات المصنوعة من اللحوم أو من العدس أو غيره على فتح الشهية فيفضل بدء أفراد العائلة بتناول أحد أنواع الشوربات قبل البدء بتناول الوجبة الغذائية ولهذا فائدتان الأولى هي الاستفادة من الأملاح والمعادن الموجودة في الشوربة، والثانية هي أن الشوربة تعمل على فتح الشهية وتهيء لإفرازات المعدة.
* يفضل عند البدء بتناول الوجبة الغذائية تناول الحساء أولا وعدم البدء بالوجبة الغذائية فورا، وخصوصا في حال تواجد أطفال على المائدة وذلك بهدف تعويد الطفل تناول الشوربة أولا لفتح شهيته للطعام.
* إذا كان سبب انخفاض الشهية الإصابة بأحد الأمراض المعدية كالزكام أو ربما الحمى التيفية أو إصابة اللثة أو الأسنان أو إحدى إصابات التجويف الفموي أو غيرها فيفضل إعطاء المريض مواد غذائية سهلة التناول وسائلة وليست بحاجة إلى مضغ شديد، فتعطى شوربة اللحم الساخنة ومهروس اللحم (لحم طيور أو لحم ضاني) واللبن والعصير، فشوربة الخضار وغيرها من المواد الغذائية التي يستسيغها ويعشقها المريض إلا إذا استدعت حالة المريض الابتعاد عن إحدى المواد الغذائية المذكورة آنفا بطلب من الطبيب المشرف على الحالة، وتقدم هنا المواد الغذائية لأكثر من ثلاث مرات يوميا لتلافي متلازمات انخفاض الشهية.
* لمعالجة انخفاض الشهية لدى الأطفال يفضل البدء بتناول الطعام من قبل الكبار أولا بطريقة تجعل الطفل يعدل عن رأيه ويبدأ بتناول الطعام كما يمكن صناعة الأطباق الغذائية على شكل ألعاب ومكعبات لكي يقتنع بها الطفل ويبدأ بتناولها كما يمكن تزيين طبق الطفل بألوان من المواد الغذائية باستعمال أنواع الخضار المختلفة فالألوان تجذب الأطفال، ويحبذ عدم توبيخ الطفل في حال عدل عن رأيه ولم يتناول طعامه فيمكن أن يقدم الطعام له في وقت لاحق لكي لا يتسبب ذلك بكرهه للطعام أو كرهه لتناول الطعام في المنزل، ودائما تصنع للأطفال المواد الغذائية التي يستسيغونها ويجب على ربة المنزل إعادة النظر في طبقها الغذائي في حال لم يرغبه الطفل، وينصح بعدم تقديم الاغذية الباردة أو الساخنة للأطفال وتقديم الأغذية معتدلة الحرارة لهم.
لمعالجة قلة الشهية عند الصباح يفضل تقديم كوب من كوكتيل الحليب مع الفواكه وتدريجيا يتعود الانبوب الهضمي لتناول الطعام في الصباح، ولدى الاشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الحليب فيمكن تناول كوب من اللبن العيران الرائب صباحا، مع لفت النظر لأهمية الفطور في الصباح.