"يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء والله سميع عليم "المعنى يا أيها الذين صدقوا لا تطيعوا وساوس الشهوات ومن يطيع وساوس الشهوات فإنها توصى بالكفر أى السوء ولولا نصر الرب أى نفعه لكم ما كرم من أحد دوما ولكن الله يكرم من يريد والرب عارف خبير ،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا الوحى فيقول لا تتبعوا خطوات الشيطان أى لا تطيعوا وساوس الهوى مصداق لقوله بسورة النساء "فلا تتبعوا الهوى "والمراد ألا يطيع الفرد رأى نفسه ومن يتبع خطوات الشيطان والمراد ومن يطيع وساوس الهوى أى القرين أى الشهوات أى رأى نفسه فإنه يأمر بالفحشاء والمراد يوصى بعمل الكفر الذى فسره بأنه المنكر وهو السوء مصداق لقوله بسورة البقرة "إنما يأمركم بالسوء "ومن ثم فهو يدخلهم النار ويبين لهم أن لولا فضل أى رحمة وهو نفع الله لهم ما زكى منهم من أحد أبدا والمراد ما رحم منهم من أحد دوما ويبين لهم أن الله يزكى من يشاء أى يرحم من يريد وهو المتقى لقوله بسورة النجم "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "ويبين لهم أنه سميع عليم أى خبير محيط بكل شىء .