"فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون "المعنى فإذا نودى فى البوق فلا قرابات بينهم يومذاك ولا يستفهمون فمن قبلت أعماله فأولئك هم الفائزون ومن رفضت أعماله فأولئك الذين أدخلوا أنفسهم فى النار مقيمون تلسع أجسامهم النار وهم فيها مسودون ،يبين الله لنبيه (ص)أن إذا نفخ فى البوق أى نفث فى الصور أى نقر فى الناقور مصداق لقوله بسورة المدثر "فإذا نقر فى الناقور "فلا أنساب بينهم يومئذ والمراد فلا قرابات بينهم والمراد أن الله يلغى صلة النسب وهى القرابة بين الأب والابن وهم لا يتساءلون أى لا يستفهمون عن شىء ويبين له أن من ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون والمراد أن من قبلت أعماله المبنية على إسلامه فأولئك هم العائشون فى العيشة الراضية مصداق لقوله بسورة القارعة "فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية "وأما من خفت موازينه أى من ساءت أى من حبطت أعماله فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون والمراد فأولئك الذين أدخلوا أنفسهم فى النار مقيمون مصداق لقوله بسورة القارعة "وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهيه نار حاميه "وهم تلفح وجوههم النار أى تؤلم أجسامهم النار وهى وسائل العذاب وهم فيها كالحون أى مسودون أى مغبرون مصداق لقوله بسورة عبس "ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة ".