عيسى(ص) والأتباع
قال تعالى بسورة الحديد "ثم قفينا على آثارهم برسلنا بعيسى ابن مريم وأتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون "المعنى ثم أتبعنا على خطاهم بمبعوثينا بعيسى ولد مريم(ص)وأوحينا لهم الإنجيل ووضعنا فى نفوس الذين أطاعوه نفع أى فائدة أى خوفانية اخترعوها ما فرضناها عليهم إلا طلب ثواب الله فما حفظوها واجب حفظها فأعطينا الذين صدقوا منهم ثوابهم وعديد منهم كافرون ،يبين الله أنه قفى على آثار والمراد أنه أرسل على خطا وهو دين نوح(ص)وإبراهيم (ص)برسله وهم مبعوثيه الذى منهم عيسى ابن مريم (ص)الذى أتاه الإنجيل والمراد الذى أوحى له الإنجيل وجعل فى قلوب الذين اتبعوه رأفة أى رحمة والمراد ووضع فى نفوس الذين أطاعوا حكمه نفع أى فائدة ورهبانية ابتدعوها والمراد وخوفانية زائدة اخترعوا أحكامها من عند أنفسهم بحيث لا تخالف حكم الله ما كتبناها عليهم والمراد ما فرضنا طاعتها عليهم وهم اخترعوها ابتغاء رضوان الله والمراد طلبا لثواب الله وهو الجنة فما رعوها حق رعايتها
قال تعالى بسورة آل عمران "إذ قال الله يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم تختلفون"يفسر الآية قوله تعالى بسورة المؤمنون "وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين "فالرفع لله هو دخوله الربوة وهى الجنة وقوله بسورة الصف"فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين"فجعل الذين اتبعوا عيسى(ص)فوق الكفار هو تأييد الله لهم على عدوهم وقوله بسورة لقمان"ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون "فأحكم بينكم فيما كنتم تختلفون تعنى أنبئكم بما كنتم تعملون والمعنى وقد قال الله يا عيسى إنى مميتك أى مدخلك جنتى وناصرك على الذين كذبوا بحكم الله وناصر الذين أطاعوك على الذين كذبوك إلى يوم البعث ثم إلى عودتكم فأفصل بينكم فى الذى كنتم فيه تتنازعون،يبين الله لنا أنه أخبر عيسى(ص) أنه سيتوفاه أى سيميته أى سيرفعه إليه والمراد أنه سيجعله بعد الموت فى مكان رفيع عالى هو الجنة وفسر الله ذلك بأنه مطهره من الذين كفروا أى رافعه على الذين كذبوا وهذا يعنى أنه فى الجنة العالية وهم فى النار السفلى وأخبره أنه سيجعل أى سينصر الذين اتبعوه وهم الذين أطاعوا ما أنزل عليه على الذين كفروا أى كذبوا حكم الله المنزل عليه وهذا النصر سيظل مستمر حتى يوم القيامة وهو يوم البعث
قال تعالى بسورة آل عمران "ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين" يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأعراف"آمنا بآيات الله "وقوله بسورة النور"وأطعنا"فالإيمان بما أنزل هو الإيمان بآيات الله واتبعنا تعنى أطعنا والمعنى إلهنا صدقنا بالذى أوحيت وأطعنا فاجعلنا من المسلمين ،يبين الله لنا أن الحواريين قالوا :ربنا أمنا بما أنزلت أى إلهنا صدقنا بالذى أوحيت لنا وهو الإنجيل واتبعنا أى وأطعنا الوحى فاكتبنا مع الشاهدين أى فأدخلنا الجنة مع المسلمين وهم الذين يتقون مصداق لقوله تعالى بسورة الأعراف"فسأكتبها للذين يتقون".