أهل الكتاب والاتباع
قال تعالى بسورة البقرة"ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين" قوله "ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك"يفسره قوله تعالى بسورة ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون " فأتيت تعنى جئت لهم بآية أى معجزة وأهل الكتاب هم الذين أوتوا الكتاب وعدم اتباعهم القبلة هو قولهم لنا إننا مبطلون ومعنى القول ولئن جئت الذين أعطوا الوحى بكل معجزة ما أطاعوا دينك،يبين الله لرسوله (ص)أن أهل الكتاب لو جاءهم بكل آية أى معجزة فلن يتبعوا قبلته والمراد فلن يطيعوا دينه ،وقوله "وما أنت بتابع قبلتهم " يعنى وما أنت بمطيع دينهم ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لن يتبع قبلة أهل الكتاب والمراد لن يطيع دين من أديان أهل الكتاب،وقوله "وما بعضهم بتابع قبلة بعض "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "قالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى ليست اليهود على شىء "فعدم اتباع اليهود قبلة أى دين النصارى هو زعمهم أن النصارى ليسوا على الدين الصحيح وعدم اتباع النصارى لقبلة أى دين اليهود هو زعمهم أن اليهود ليسوا على دين الله ،وقوله "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا من الظالمين " يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من الحق"فالعلم هو الحق والمعنى ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا من الكافرين ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لو اتبع أهوائهم أى أطاع دين من أديانهم لكان ظالما أى كافرا يستحق دخول النار،ومعنى الآية هو ولئن جئت الذين أعطوا الوحى من قبل بكل معجزة ما أطاعوا دينك وما أنت بمطيع دينهم وما بعضهم بمطيع دين بعض ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا لمن الكافرين ،والخطاب للنبى(ص).
قال تعالى بسورة البقرة"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من ولى ولا نصير"قوله "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "يفسره قوله بسورة آل عمران "ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم"فاليهود والنصارى لن يرضوا عن الرسول (ص)حتى يتبع دينهم وهو ما طالب اليهود والنصارى بعضهم ألا يؤمنوا إلا لمن أطاع دينهم والمعنى ولن تحبك اليهود والنصارى حتى تطيع حكمهم ،يبين الله لنبيه (ص)أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنه أى يحبوه ويسمعوا حديثه حتى يكون هو متبع دينهم أى مطيع حكمهم أى يكون على دينهم وقوله"قل إن هدى الله هو الهدى"يفسره قوله بسورة الأنعام"قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا"فهدى الله هو الصراط المستقيم الدين القيم ملة إبراهيم (ص)والمعنى قل إن حكم الله هو الدين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لليهود والنصارى أن هدى الله وهو حكم الله هو الهدى أى الدين الحق وليس أى دين غيره ،وقوله "ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذى جاءك من العلم ما لك من ولى ولا نصير "يفسره قوله بسورة الرعد"ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق"وقوله بسورة المائدة "عما جاءك من الحق"فالعلم هو الحق والولى هو النصير هو الواقى من النار والمعنى ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق ما لك من عذاب الله من ناصر أى حامى ،يبين الله لنبيه(ص)أنه لو اتبع أهواء والمراد أنه لو أطاع أديان اليهود والنصارى فسيدخل النار ولن يجد له ولى أى نصير أى واقى من عذاب الله ومن هنا نعلم حرمة اتباع أديان الكفر مهما كان أصحابها والمعنى ولن تحبك اليهود والنصارى حتى تطيع دينهم ،قل إن حكم الله هو العدل ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الوحى ما لك من واق من النار أى منقذ من العذاب .
قال تعالى بسورة آل عمران"فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الحج "وإن جادلوك"فحاجوك تعنى جادلوك وقوله بسورة الأنعام "قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم "فإسلام الوجه لله هو أن يكون أول من أسلم وقوله بسورة البقرة"فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا"فأسلموا تعنى آمنوا وقوله بسورة الغاشية"فذكر إنما أنت مذكر"فالبلاغ هو التذكير وقوله بسورة الإسراء"إنه كان بعباده خبيرا"فالبصير هو الخبير والمعنى فإن جادلوك فقل ملكت نفسى لحكم الله ومن أطاعنى وقل للذين أعطوا الوحى أى الكفار هل أطعتم حكم الله فإن أطاعوا فقد رشدوا وإن كفروا فإنما عليك التوصيل للوحى وعلينا عقابهم والله خبير بالخلق،يبين الله لرسوله(ص)أن الناس إن حاجوه أى جادلوه فى حكم الله فعليه أن يقول لهم :أسلمت وجهى لله والمراد أطاعت نفسى حكم الله أنا ومن اتبعن أى ومن أطاعنى من الناس