إبراهيم(ص) والاتباع
قال تعالى بسورة إبراهيم "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد أمنا واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم "المعنى ولقد قال إبراهيم (ص)إلهى اجعل هذه القرية مطمئنة وامنعنى وأولادى أن نطيع الأوثان إلهى إنهن أبعدن كثيرا من البشر فمن أطاعنى فإنه منى ومن خالفنى فإنك عفو نافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال أى دعا الله :رب اجعل هذا البلد أمنا أى إلهى اجعل هذه القرية مطمئنة وهذا يعنى أنه دعا لمكة أن تكون قرية هادئة مطمئنة ،وقال واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام والمراد وامنعنى وأولادى أن نتبع الأوثان وهذا يعنى أن إبراهيم(ص)طلب من الله أن يمنعه وأولاده من اتباع أديان الشياطين ،وقال رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فهو منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم والمراد إلهى إنهن أبعدن كثيرا من الخلق فمن أطاعنى فهو على دينى ومن خالفنى فإنك عفو نافع،يبين إبراهيم (ص)لله أن الكفار وهى الأصنام أى أهواء الناس الضال وهى الشهوات أضلوا كثيرا من الناس والمراد أبعدوا كثيرا من الخلق عن دينك فمن تبعنى أى أطاعى الحكم المنزل على فإنه منى والمراد على دينى ومن خالف الحكم المنزل على فإنك عفو نافع لهم وهذا يعنى أنه يطلب لهم الرحمة وهو خطأ منه لأن الله لا يعفو عن من مات كافرا
قال تعالى بسورة مريم "يا أبت إنى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فاتبعنى أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا "المعنى يا والدى إنى قد أتانى من الوحى الذى لم يجيئك فأطعنى أعلمك دينا سليما يا والدى لا تطع الهوى إن الهوى كان للنافع مخالفا يا والدى إنى أخشى أن يصيبك عقاب من النافع فتصبح للهوى نصيرا ،يبين الله لنا على لسان نبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال لأبيه :يا أبت أى يا والدى :إنى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك والمراد إنى قد أتانى من وحى الله الذى لم يجيئك اتبعنى أهدك صراطا سويا أى فأطعنى أعلمك دينا عادلا وهذا يعنى أن إبراهيم (ص)يوضح لأبيه أنه أتاه العلم الصحيح الذى لا يعرف به الأب ومن ثم عليه أن يطيعه حتى يعرفه الدين الصحيح الواجب عليه اتباعه
قال تعالى بسورة آل عمران "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين أمنوا والله ولى المؤمنين"يفسر الجزء الأخير قوله بسورة الجاثية "والله ولى المتقين "فالمؤمنين هم المتقين وولاية الله هى دفاعه عنهم مصداق لقوله تعالى بسورة الحج "إن الله يدافع عن الذين أمنوا"والمعنى إن أحق الناس بالإقتداء بإبراهيم(ص)الذين أطاعوه وهذا الرسول(ص)والذين صدقوا به والله ناصر المسلمين ،يبين الله لأهل الكتاب أن أولى الناس بإبراهيم(ص)والمراد أحق الخلق بالإنتساب لدين إبراهيم(ص)هم الذين اتبعوه أى أطاعوا الرسالة المنزلة عليه وهذا النبى أى محمد(ص)والذين أمنوا أى والذين صدقوا بمحمد(ص) ،ويبين للكل أنه ولى المؤمنين أى ناصر المسلمين على الكافرين فى الدنيا والأخرة