عمل السوء بجهالة
عمل السوء بجهالة
قال تعالى فى سورة النساء"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما"يفسر الآية قوله بنفس السورة"ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"فعمل السوء هو ظلم النفس ويتوبون تعنى يستغفرون ويتوب الله عليه تعنى يجد الله غفورا والمعنى إنما الغفران عند الله للذين يفعلون الذنب بتعمد ثم يستغفرون من بعد فأولئك يغفر الله لهم وكان الله خبيرا قاضيا،يبين الله لنا أن التوبة وهى قبول الاستغفار أى العفو عن المذنب هى للذين يعملون السوء بجهالة والمراد الذين يرتكبون الذنب بتعمد أى الذين يفعلون الجرم بقصد ثم يتوبون من قريب والمراد ثم يستغفرون الله من بعد ارتكابهم للذنب وكلمة قريب تعنى أى وقت عدا وقت الموت وأولئك يتوب الله عليهم أى يغفر لهم ذنبهم أى يترك عقابهم على جريمتهم وهو العليم أى الخبير بكل شىء الحكيم أى القاضى بالحق
قال تعالى فى سورة الأنعام"وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم "المعنى وإذا أتاك الذين يصدقون بأحكامنا فقل الخير لكم ،فرض إلهكم على ذاته الخير أنه من فعل منكم ذنبا عمدا ثم استغفر من بعد إذنابه وأحسن فأنه عفو نافع له،يبين الله لنبيه (ص)أنه إذا جاءه الذين يؤمنون بآيات الله والمراد إذا أتاه الذين يصدقون بأحكام الرب فعليه أن يقول لهم :سلام عليكم أى الرحمة لكم والمراد الخير لكم ،كتب ربكم على نفسه الرحمة والمراد فرض إلهكم على ذاته الخير أى أوجب خالقكم على ذاته النفع وهذا الواجب هو أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده والمراد أنه من فعل منكم فاحشة بقصد ثم استغفروا من بعد فعل الفاحشة فإنه غفور رحيم والمراد فإنه عفو عنه نافع له مصداق لقوله بسورة آل عمران"الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم استغفروا لذنوبهم ".
قال تعالى فى سورة النحل"ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم "المعنى ثم إن إلهك للذين فعلوا الذنب بتعمد ثم أنابوا من بعد الذنب أى أحسنوا إن إلهك من بعدها لعفو نافع ،يبين الله لنبيه(ص)أن إلهه وهو ربه للذين عملوا السوء بجهالة وهم الذين فعلوا الذنب بتعمد ثم تابوا أى أنابوا إلى الحق بالإستغفار من بعد إذنابهم وفسر هذا بأنهم أصلحوا أى أحسنوا والله لهم غفور رحيم أى نافع مفيد لمن يتوب أى يستغفر الله.