سورة المؤمنون
سميت بهذا الاسم لذكر المؤمنون فى أولها بقوله "قد أفلح المؤمنون ".
"بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون"المعنى قد فاز المصدقون بحكم الله الذين هم لدينهم مطيعون والذين هم للباطل تاركون والذين هم للحق صانعون والذين هم لعروضهم حامون إلا على زوجاتهم أو ما تصرفت أنفسهم فإنهم غير معاقبين فمن عمل غير ذلك فأولئك هم المجرمون والذين هم لمواثيقهم أى عقدهم محافظون والذين هم لدينهم يطيعون أولئك هم المالكون الذين يسكنون الجنة هم فيها مقيمون ،يبين الله للناس أنه قد أفلح المؤمنون أى قد فاز برحمة الله المصدقون بحكم الله وهم المتزكون مصداق لقوله بسورة الأعلى "قد أفلح من تزكى "وفسرهم الله أنهم الذين هم فى صلاتهم خاشعون والمراد الذين هم لدينهم مطيعون أى متبعون له دائما مصداق لقوله بسورة المعارج "الذين هم فى صلاتهم دائمون"وفسرهم بأنهم عن اللغو معرضون والمراد للباطل تاركون أى عن الظلم مبتعدون وفسرهم بأنهم للزكاة فاعلون أى للحق صانعون والمراد للعدل محكمون وفسرهم بأنهم الذين هم لفروجهم وهى أعراضهم عند الجماع حافظون أى صائنون إلا مع أزواجهم وهى نسائهم وما ملكت أيمانهم وهن اللاتى تصرفت فيهن أنفسهن وهن الجوارى قبل نسخ الحكم فيهن فهم غير ملومين أى غير معاقبين بالجلد فمن ابتغى وراء ذلك والمراد فمن جامع غير زوجاته وجواريه فأولئك هم العادون وهم المجرمون المستحقون للعقاب والمؤمنون هم الذين لأماناتهم وفسرها بأنها عهدهم وهى مواثيقهم أى عقدهم مع الله راعون أى مطيعون وفسرهم بأنهم على صلاتهم يحافظون أى لدينهم وهو عهدهم يطيعون دوما ولذا فهم الوارثون أى المالكون الذين يرثون الفردوس أى الذين يسكنون أى يملكون الجنة مصداق لقوله بسورة المعارج "والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك فى جنات مكرمون "وهم فيها خالدون أى مقيمون أى ماكثون فيها أبدا مصداق لقوله بسورة الكهف "ماكثين فيها أبدا " والخطاب وما بعده وما بعده للناس.